رسالة إلى السيد نصر الله وأمثاله

السلام عليكم;

 سأقوم بالايجاز لأنه ربما لن يكون هناك الكثير من الناس ليقرأ; أو ربما لأني أرى أن الإنسان لايحتاج للبصيرة ليعي ان الشمس موجودة بل يحتاج لعقله, وكذلك الحق, وقد يغيم البعض الحق حتى لا يراه العباد ولكن العقل يعي أنه مازال هناك.

عندما كنا صغارا, درسنا الحملات الصليبية وكرهنا من أقنعوا الفلاحين والبسطاء أن السطو على بلدان مسالمة انما هي خدمة للرب وحماية للصليب وللمسيحية, ونصبوا أنفسهم بأنهم فرسان الرب في الأرض, نصبا الله أعلم ببهتانه وإثمه.

ومازلنا حتى اليوم نرى مدعين حماية الحرية والدين من أمريكا التي ترى ان الله -دائما وابدا- مبارك لحكومتها كانهم عقدوا صفقة مسبقة معه, واسرائيل التي تحاول جاهدا اقناع العالم الغافل انهم حماة اليهودية وانهم شعب الله المختار, ولا اعلم من أين لهم هذه الهرطقة.

وان من أغبى الخلق وأعماهم من لا يتعلموا من التاريخ, فيكرهون عدو لهم ثم لا يلبثوا ان يصيروا مثله.

لقد هللنا لك مسبقا عندما حميت بمقاومتك لبنان في 2006, كنا حقا مسرورين, ورأينا فيك حاميا وخطيبا فقيها. وتوالى انبهارنا بخطاباتك وانت تلم الشمل بين المسيحي والمسلم والسنة والشيعة لانهم ابناء وطن واحد وأمة ولسان واحد.

ولكن حسبك أن تظن للحظة انك بتغليب حزب عن حزب انك مازلت مقاوما, وإياك ان تظن أن أفعالك السابقة ستكون شفيعا لحماقتك في رفع سيف في وجه اخاك المسلم أو أناس يردون بطش حاكم ظالم, فقط لأنك تنتمي لنفس المذهب الديني. ولن أزيد عن كلامي إلى اية كنت قد قرأتها اليوم أجدها ابلغ مني قولا.

...وهي ليست لك وحدك بل لكل من يشتري بالدين عهر السياسة:

"وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَـٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَـٰنَ بَعۡدَ تَوۡڪِيدِهَا وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡڪُمۡ كَفِيلاً‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ (٩١) وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنڪَـٰثً۬ا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَـٰنَكُمۡ دَخَلاَۢ بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍ‌ۚ إِنَّمَا يَبۡلُوڪُمُ ٱللَّهُ بِهِۦ‌ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (٩٢) وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَڪُمۡ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ وَلَـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِى مَن يَشَآءُ‌ۚ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٩٣) وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيۡمَـٰنَكُمۡ دَخَلاَۢ بَيۡنَڪُمۡ فَتَزِلَّ قَدَمُۢ بَعۡدَ ثُبُوتِہَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ‌ۖ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ۬ (٩٤)"

"وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُڪُمُ ٱلۡكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ۬ وَهَـٰذَا حَرَامٌ۬ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ‌ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ (١١٦)" -سورة النحل

صدق الله العلي العظيم وهو العليم الشهيد