13 Nov 2012

محاولة استيطان

منذ فترة وازدراء الاديان شيء معروف, يقوم به بعض الأفراد أو الجماعات ضد أي فكر تبشيري أو دين جديد ينزل بأمة ما, ولكم قرأنا في العهد القديم والإنجيل والقرآن عما يلاقيه الأنبياء والمؤمنين بـأديان الله ممن يزدري الدين, ولكن...

هل سمعت عن قوم يزدروا دينهم؟ ربما لو نظرت قليلا ستجد أن هناك مجموعة من الناس يقنعون الناس أن فكرهم السياسي هو ذاته ماجاء بدينهم , وأن هذا الفكر يبيح لهم التصرف ليس فقط كسادة الأرض, ولكن ربما, الإله! 

بعد مايقارب ال 7 عقود, أي أكثر من جيلين, واكثر من جدار, وأكثر من معتقل, معذب, وأطنان من الأشلاء والجثث, والأطنان الأكثر من البلايين المنفقة تحت أقدام "سالومي الشرق" بينما ترقص هي رقصتها العارية كل يوم فوق أجساد شعب بأكمله, لا بل أمة بأكملها.

ربما لن اجد اليوم ماأكتبه عن بلدي فلسطين بينما يتظاهر اخوتي اليوم في مين طلعت حرب في القاهرة, أبلغ مما سطره سعدي يوسف:

تكون المقاهي
كما شئت, فارغة. تعلن الساعة الواحدة
كراسيها, والهدوء على نبضك...
الآن, ضوء الشجيرات مِلك لعينيك
مٍلك لعينين لم تبصرا وطنا هادئا. كالمقاهي
ولم تعبرا غير قنطرة بين قرنين فاتا.

فتاة النعاسأتت... يقرع الشارع الحجري جناحا الحمامة
دارت قليلا, وحطت...
فتاة النعاس
تُحاور كرسيها, تحت أشجار المقهي
فتاة النعاس.
تغادر كرسيها. تحت أشجار مقهى
تغادر.

على النبض تمرُق خشخاشة
والاصابع إذ تتهدل... إذ تتلقى جذور الكراسي
مفاصلها المستدقة -
هذه الأصابع... هل حملت للحجر
سر نبضك؟
هل لجأت للحجر؟
والبرودة... أهي التي وصلت بين عينيك والأرض؟
أهي التي أوصلتك إلى الأرض؟
والنبض؟
خشخاشة... أم شجر؟

ترى... من يكون السجين الذي يلتوي في الأصابع...
في اللمسة الباردة؟
ومن جاء. في غفلة, ليصف الكراسي, ويرصف داخلها المائدة؟
اجئنا معا... من قلاع السجون القديمة
نحمل أزهارنا
والرصاص الذي ظل في دمنا دائرا
واليد العامدة؟


                                                                                                    22/ 9/ 1975

No comments:

Post a Comment

Followers