26 Aug 2012

لو الإسلاميين أمي, اليسار خالي!

انتهيت لتوي من قرأة الخطاب المفتوح للدكتورة عايدة سيف الدولة لعصام العريان...
لو طولت احضنها وابوسها هاعمل كده!! مقال أكثر من رائع, وعلى رأي مريد البرغوتي "من تغطى بعصام صار عريانا"...

وأنا مش هزعم إني عارفة اليسار من زمان, ومش هزعم إنه اتجاه تحفة وجبار ودايما لاقي الحل ومتحد, لكن هحاول من خلال معرفتي الطفيفة اللي من خلال قراءات وصداقات ومعارف إني أقول كلمتين عن ناس ممكن اقعد حياتي كلها اسمعهم بس, وناس فعلا الكلام مايوصفش مدى تفانيهم في سبيل مبادئهم.
اذكر منهم عائلة سيف الإسلام حمد "كلها الحقيقة" وأحمد سيف الاسلام اللي لولا إني ماقابلتوش غير كام مرة كنت اعتبرته أبويا الفكري مع إني مش ماركسية أصلا! لكن فقهه القانوني وصياغته السهلة لأصعب المسائل وتبسيطها في شكل المبادئ وتجارب سابقة من الأشياء اللي تزيد من احترامي له وبأبقى قاعدة...باختصار مفيش كلام يتقال مع شخص أعطاه ربنا هذا الكم من القبول والعلم.

"رشا عزب" اللي كفاية على سبيل المزاح بس إننا نفتكر عربيتها اللي اتضربت عليها نار لحد ماانفجرت في احد الاشتباكات عشان الناس كانوا محتميين بيها...وده مايتخيرش عن صاحبة العربية اللي أمي شخصيا بتحبها زينا كده مجرد من حكاوينا عنها وعن جدعنتها ومواقفها الشهمة...

ومن المحاميين متعدش بقى, من راجية عمران لاحمد راغب لناس ياما, مالهاش غير انها تدافع عن حقوق ناس اتوصموا بالبلطجة بس لأنهم شكلهم مش شيك ومالهمش ظَهر وكانوا بيدافعوا عن ناس زينا في محمد محمود وغيره كتير قبل كده.

واحب أنوه للعريان ولكل اللي نسي  في محمد محمود بالذات موقف الاخوان المتخاذل عمل إيه لما ساب الناس تنضرب وانسحب هو وفي المقابل كان فيه ناس برضه ممكن تكون مش متفقة مع المطالب مثلا أو القوى السياسية اللي نازلة لكن لما شفت الناس بتنضرب قالت "لأ هننزل عددنا هيساعدهم ويقوينا لإن ده حقهم في التظاهر وهم ماخرجوش بره القواعد, واللي فيهم معروف بينزل عشان يبقى ظَهر للناس اللي ممكن يتقبض عليهم" وده موقف أنا عيشته كذا مرة ومن كذا حد وأنا شخصيا اتفق معاه, لإن دفاعي عن مبدأ مش اتجاه فكري أو سياسي أو شخص!

ونيجي للجزء اللي قريته: مبدئيا أنا من الناس اللي قرأتهم بطيئة ويمكن في الموضوع ده بالذات أكثر كتاب علم فية كان "الثورجية" لهناء ذكي واللي كنت هاكتب رأيي فيه لكن أظن ممكن اختصره هنا, فيه إنه جاب اسمي كل الناس اللي اعرفهم واللي معرفهمش من بدايتهم لتحولاتهم "مثل يحيى الجمل" ليوميات الحركات الطلابية الناصرية والاعتقالات في عهد السادات لاعتقالات مبارك و"أمن 
البلوى"... ومع إني لا أتفق مع هناء ذكي كونها ناصرية وانا مش بحب ناصر - ولا السادات- إلا إنه كان فتحت نور في دماغي
وكملت نص الحكاية التاني لحواديت والدتي عن اعتقالات ناصر والسادات لزمايلها من طب الإخوان واللي كانوا من الجماعة الاسلامية في نفس الفترة تقريبا واللي كانت هي قريبا منهم في الفترة دي وكان من ضمن الكبار فيهم "نائبين في طب مثلا" أبوالفتوح...بس برضه كان معروف إن من ضمن الكبار دول ناس مخها ضرب زي "أيمن الظواهري "!!

الهدف من الحوار ده:
1- زي ما اليسار ممكن يبقى فيه ناس كويسة وناس ممكن تاخد اليسار حجة عشان توصل للي عايزاه, أو غطاء معارضي عشان يكسب تأيد ضد حكومة ما, زي ما الاسلاميين فيهم عالم ممكن تبيع المبادئ وتصيغ -الشريعة في هذه الحالة- زي ماهي عايزة حسب ما يترأي لها, كذلك فيه ناس زي مابنقول "البوصلة ضربت منها " والتبست عليها الأمور,
والكلام ده مش من عندي ده من عند مصادر معروفة وموثقة في الدعوة عارفينهم زي أهلنا.
وعلى ناحية اليسار فـهناء ذكي كانت من الفصاحة والنزاهة إنها تذكر أخطاء الناصريين والاشتراكيين خلال نضالهم السياسي.
2- ودي نصيحة جاية من حد بتعتبر الاتجاهات المسماه باليسار والاتجاهات المسماه بالاسلامية أصحاب فضل في تكوين فكرها النونو: إن على اليسار والاسلاميين ان يتذكروا "البورش - جلسات الكهرباء - هتك العرض" اللي حصلهم في العصور اللي فاتت سواء السادات, ناصر أو مبارك, وانهم ممكن يكونوا في يوم من الايام في عنبر واحد, وإن الاتنين كانوا بيدافعوا عن مبادئ لو دروا بها لأدركوا انها واحدة "طب واللهِ العظيم واحدة", واللي عايز يسأل ليه ممكن اقوله في يبقى قاعدة شاي وصحبة كمان.
ومثال عجبني: أيمن نور "المحامي الليبرالي الاشتراكي المعارض والوجيه والمنضبط في مواعيده على رأي هناء ذكي":) ومحمد مرسي "أستاذ الجامعة في الهندسة المعروف لدى من يعرفون الاخوان من فريق الفكر المعتدل"
والإتنين كانوا معتقلين في نفس الفترة في عصر مبارك وعندما تولى دكتور. مرسي الرئاسة اتذكر مقولة أيمن نور على تويتر " إنه بيسلم على  زميل المعتقل دلوقتي اللي قاعد على كرسي اللي اعتقلهم الإتنين في يوم من الأيام":)
3- جدير بالذكر إن طول فترات الفساد اللي مرينا بيها سواء جيلي أو جيل أمي ودكتورة ليلى سويف لابد إنها تكون تركت معارضة معتلة ولو بعض الشيء...سواء إسلاميين, ليبراليين, شيوعيين , عفاريت زرق! المهم إن المعارضة وإن كانت هي اللي ربتنا فهي لحقت ده في آخر نفسها, واحنا في رأيي جيل أحسن وهيفضل إن شاء الله أحسن وهيبني معارضة أنضج:)

أظن كده يخلص الكلام, وكلامي ده -للي ميعرفنيش- مش دفاع اعمى عن اليسار ولا كره في الاسلاميين لإن اللي كاتبة الكلمتين دول ممكن تقول كده ...ملحدة سياسيا لكن زي ما اتعلمت من أمي ومن ديني ومن اصحابي ومعارفي اللي سميتهم شرذمة إن المثالية ممكن تتنفذ بصرف النظر عن الشخص اللي بتدافع عنه ومدى اتفاقك معاه, كلمة الحق تقولها والحق لا تخشي فيه لومة لائم.

ولو قلنا كلمة الحق فـمواقف الاخوان طول فترة بديع ومواقف الناس اللي بتنضم لنفس الاتجاه لا تقل فداحة - بل تزيد في بعض الأحيان- عن مواقف بعض الناس اللي بينتموا للفكر اليساري. فـواجب عليك الإعتذار يا عصام يا عريان, وتفتكرلك يوم من يوميات البورش واليساريين اللي أكيد دافعوا عنك في يوم.

"وأمي بتقولك الحرمية بيفتكروا لبعض امهم كانوا أصحاب اروانا واحدة, وبيشيلوا الجميل ده لبعض, فـما بالك اللي دافعوا عن قضية بلد واحدة, ومتعلمين ودارسين!"

----------------
شكرا لأصدقاء اليسار "ولاد الخال" اللي مهما دار الزمن هاقف معاهم لو صح وهنصحهم لو غلط لكن مش هارضى بظلمهم وتجريحهم. ودعوة لشباب الأخوان "اخواتي" اللي شفنا منهم برضه مواقف جدعنة وآراء جريئة وحلوة "وحياة أبوكم ماتسيبوا اتجاهكم الفكري بالطريقة الرديئة دي, فكرونا وافتكروا عصر التنوير والشيخ محمد عبده ورفاعة وعزام وغيرهم.

No comments:

Post a Comment

Followers