7 Jun 2012

شتات بيروت - الجزء 2


أمريكا, في نهاية السنة الاولى الجامعية دعيت "جين سعيد" للمشاركة في مع مجموعة أشخاص عن مكانة المراة في العالم العربي, ونتج عنه مؤتمر هوجمت فيه بشدة ولم تكن مستعدة بخلفية عن الموضوع مطلقا, كتبت بعد ذلك: 

" ... وأنا مازلت في دوار من وقع مرارة ذلك الاختبار توجهت إلى المكتبة ودرست التاريخ الحديث من وجهة نظر جديدة تماما.
قرأت عن الامبراطورية العثمانية وأول اختلاجات القومية العربية الحديثة: قرأت عن مراسلات مكماهون مع حسين, التي يعد فيها باستقلال العرب إذا ساعدوهم في قتالهم ضد العثمانيين; وقرأت كيف أنه , بينما كانت هذه الوعود تغدق, كان سايكس وبيكو, الشريكان في الخيانة الملكية, منهمكين بتقسيم خريطة العالم العربي, ودرست "وعد بلفور" وخلفياته وتطوره, وقرأت عن بدء الحركة الصهيونية, وقرأت عن هرتزل وغيره, وتتبعت الأروقة بين الحربين العالميتين والانجاز الاخير لاسرائيل وقرأت مذكرات ويميت وكتبا وصحفا; كنت مصممة على ألا اوخذ قط على حين غرة...
ولكن الاكتشف الأكثر مرارة كان أنه, بالرغم من المعرفة والأماكن والتواريخ والاسماء والامكنة, وبالراغم من منطق التاريخ الذي اصبح الأن ورائي, لم أكن في وضع أفضل في المجادلات التي جاءت فيما بعد . هذا النوع من العداء, على مايبدو, لا يرد بالبرهان والجدل. إنه قائم على عَمر غامض غير ملموس, قريب جدا من الاساطير, التي هيا بدورها ذات مناعة ضد المنطق" 



عندما تفتقت حرب '67 في الشرق الأوسط: "...الجماعات نفسها التي نادت صاخبة بطلب العدالة في امريكا غالبا مابدت غافلة عن الطلبات الموازية العربية للعدالة; وبعد ذلك, وبدون سبب, هللوا لاحتلال عسكري كأنه انتصار للروح. ووصف العرب كجماعة أشرار ظالمين, شرسين, ومعركتهم ضد الإسرائيليين ليست الا بدافع الكره لليهودية والعداء الطبيعي لكل قيم المدنية. قصة فلسطين وظلم وتشريد شعبها أغفلت تماما. وكذلك التاريخ العربي والإسلامي وثقافته في جميع اشكالها: العلوم والشعر والفلسفة والتصوف والهندسة المعمارية - اعتبرت كلا شيء وأنكرت, وصورة على انها كانت دوما مسيرة بدافع واحد: افناء اليهود الذين انتصروا في احباط المخططات الشريرة ضد وجودهم.
وفي هذه الصورة كان هناك خليط بين طلبات العرب للعدالة وبين اضطهاد النازيين لليهود; ظهرت المدنية ذاتها على انها أنقذت على يد الجيش الاسرائيلي الباسل, كأنها بطريقة بطريقة خفية تمكنت من ابطال التاريخ بمفعول رجعي."
القوات الإسرائيلية تصف مسجونين في قطاع غزة, يونيو 1967 أثناء بدايات الحرب - المصدر: AP
الجيش الاسرائيلية بجوار قبة الصخرة- المصدر: nationalarchives.gov.uk

جنود اسرائيليين بجوار الحائط "حائط المبكي














"وتفنن الممثلون الهزليون والخطباء بالتنكيت على حساب الجيوش المهزومة, واستجاب لهم السامعون بضحكات عارمة. واستخدام مصورو  الكاريكاتور السياسي صورة رمزية لتمثيل العرب عموما وقادتهم خصوصا:  كاريكاتور رَجل ذو انف ضخم معقوف وعينين صغيراتين وواقفة شرسة - من المهازل ان تلك الصور شبهة تماما بالصورة التي كان اعداء السامية يصورون بيها اليهود. اللباس العربي, الكوفية والعقال والعباءة اصبحت رمزا لكل ماهو مكروه وهمجي."
أحد الرسوم الألمانية المعادية للسامية في الحرب العالمية الثانية



















"...وإذ أقيم اليوم في بيروت بعد سنوات عديدة أسأل نفسي إذا كان ذلك الرَجل السخيف الذي احتفل "بتحرير" القدس مازال يحتفل. هل انفتحت عينة بعض الشيء منذ ذلك الوقت؟ هل شاهد نتائج الحدث وتداعياته, والالم منذ "تحرير القدس" بتعبيره التعيس؟ لقد فاضت دموع القدس حتى غمرت بيروت, والقدس وبيروت مدينتان توأمان في الكرب, القدس هيا الخط العمودي, وبيروت هي الخط الأفقي: معا يؤلفان الصليب الذي نحمله اليوم."
أحد الجنود الإسرائيليين يمنع عروس من اجتياز الحاجز... تقريبا عينه منها!
الاشتباكات السورية اللبنانية
النزعات اللبنانية في طرابلس- لبنان.... حاليا

No comments:

Post a Comment

Followers